المعلم: العقوبات الاوروبية توازي الحرب وعلى تركيا إعادة النظر بموقفها

طالب وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاربعاء الدول الغربية بعدم التدخل في شؤون سوريا، معتبرا أن "العقوبات الغربية على سوريا توازي الحرب".

وتعليقا على ردود الفعل على الخطاب الذي القاه الرئيس السوري بشار الاسد الاثنين، قال المعلم في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون السوري مباشرة: "كفوا عن التدخل في الشان السوري (...) لا تثيروا الفوضى ولا الفتنة".

وانتقد المعلم أوروبا خصوصا، مشيرا الى أن دمشق تدرس تعليق عضويتها في الاتحاد من أجل المتوسط.

وأضاف: "سننسى أن أوروبا على الخارطة، وسأوصي قيادتي بتجميد عضويتنا في الاتحاد من أجل المتوسط"، لافتا الى أن دمشق "جمدت اتفاقية حوارنا من أجل الشراكة الاوروبية"، مردفا " سنتجه شرقا وجنوبا والى كل اتجاه يمد يده الى سوريا".

وأوضح أن "العالم ليس اوروبا فقط"، مؤكدا أن "سوريا ستصمد كما صمدت في 2003 ، وكما كسرت العزلة انذاك وهي قادرة على تخطيها".

كما أكد المعلم على أن "الشعب السوري بروحه الوطنية العالية، قادر على صنع مستقبله بعيدا عنكم"، مشددا على أنه "ليس لاحد من خارج العائلة السورية أن يملي أو يطلب".

وأضاف مكررا: "نرفض التدخل بالشان الداخلي".

هذا ودعا المعلم فرنسا الى التخلي عن سياستها "الاستعمارية"، تحت ستار حقوق الانسان، وشن هجوم لاذعا على وزير خارجيتها آلان جوبيه.

وقال: "يجب على فرنسا أن تتوقف عن التحريض وممارسة سياساتها تحت ستار حقوق الانسان"، متهما باريس بأنها "تعيد إنتاج استعمارها القديم".

وتأتي تصريحات المعلم غداة تأكيد رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون أن "مجلس الامن الدولي لا يمكن ان يصمت لفترة أطول حيال ما يجري في سوريا"، مؤكدا انه "اقترب الوقت الذي سيكون فيه على الجميع تحمل مسؤولياتهم".

ورأى المعلم أن أفكار نظيره الفرنسي "قد تكون مستقاة من تاريخ فرنسا الاستعماري".

وتابع: "لن أتوقف كثيرا عند ما يقول جوبيه، هذا الشىء أو ذاك، ويوزع الشرعية على هذا الزعيم أو ذاك، هذا الرجل ما زال يعيش في أوهام الحقبة الاستعمارية لفرنسا، ولن يكون له تأثير في الشأن السوري غطلاقا".

وصرح جوبيه الاثنين أن الاسد بلغ "نقطة اللاعودة"، و"ما من سبب لاخذه اليوم على محمل الجد" معبرا عن اقتناعه بانه لن يكون بمستطاعه التغيير بعد القمع "المريع في عنفه" الذي مارسه على شعبه.

وكان جوبيه رأى الشهر الماضي ان نظاما "يقصف شعبه بالمدفعية يفقد شرعيته. نريد سوريا مستقرة لكننا نعتقد ان الاستقرار الحقيقي ليس في القمع بل في الاصلاح".

وإذ عبر اعن حرص سوريا على أفضل العلاقات مع تركيا، دعا المعلم "المسؤولين الاتراك الى إعادة النظر بمواقفهم".

وقال في هذا السياق: "إن الاصدقاء الذين سمعوا خطاب الرئيس (السوري بشار الاسد) وأداروا ظهرهم له، عليهم أن يعيدوا النظر في موقفهم".

وأشار الى وجود "اكثر من 850 كلم من الحدود المشتركة يؤثرون عليها ونؤثر عليها"، مؤكدا "لا نريد أن نهدم سنوات من الجهد الذي قاده الرئيس الاسد لاقامة علاقة مميزة استراتيجة مع تركيا".

وكرر" أرجو أن يعيدوا النظر في موقفهم".

وكان الرئيس التركي عبدالله غول قد رأى الاثنين، أن على الاسد أن يكون "اكثر وضوحا بكثير"، في كلامه عن التغيير الديموقرطي في سوريا.

ونقلت وكالة الاناضول التركية للانباء عن الرئيس التركي قوله في تصريح صحافي: "علينا أن نقرأ بين السطور في خطابه، بينما المطلوب منه أن يقول بشكل واضح وعال سننتقل الى نظام تعددي، وسننظم انتخابات ديموقراطية طبقا للمعايير الدوليةط.

ووعد الاسد الذي يواجه انتفاضة شعبية غير مسبوقة، الاثنين بإصلاحات من شأنها إنهاء هيمنة حزب البعث الحاكم على السلطة، داعيا الى "حوار وطني" قد يفضي الى دستور جديد، ويخرج سوريا من الازمة التي تواجهها.

لكن معارضي الاسد اعتبروا أن خطابه "غير كاف"، ولا "يرقى الى مستوى الازمة"، وسيؤدي الى تأجيج التظاهرات ضد نظامه.

وتستقبل تركيا اكثر من عشرة الاف لاجىء سوري هربوا من بلادهم، خوفا من عمليات القمع التي تقوم بها قوات الامن السورية.