هدوء حذر بطرابلس مع دخول الجيش المنطقة الفاصلة بين باب التبانة وجبل محسن

بدأ الجيش اللبناني انتشاره صباح الثلاثاء في شارع سوريا، المنطقة الفاصلة بين باب التبانة وجبل محسن، وذلك بعدما قام فوج الهندسة بتمشيط الشارع من القنابل غير المنفجرة.

وقد لف الهدوء الحذر عاصمة الشمال طرابلس خرقته بين الحين والآخر طلقات نارية متقطعة، وسط انتشار عناصر للجيش اللبناني في شوارع المدينة.

ورافق انتشار الجيش دخول جرافات عملت على رفع الاتربة والحواجز التي وضعها المسلحون. كما قامت بسحب القذائف والقنابل غير المنفجرة المنتشرة بين الاحياء السكنية والمنازل.

وعملت فرق تابعة لمؤسسة كهرباء لبنان على اعادة وصل التيار الكهربائي بعد الاضرار التي لحقت بالشبكة العامة جراء المعارك.

من جهتها، أكدت قيادة الجيش في بيان أن وجود الجيش في طرابلس او في اي منطقة اخرى هو لحماية الاستقرار فيها وليس لمواجهة الاهالي او الاشتباك معهم.

وأضافت أنها قامت "بتسيير دوريات واقامة حواجز في شوارع المدينة لمنع الاخلال بالامن ولتمكين المواطنين من ممارسة حياتهم الطبيعية، كما تم تعزيز قوى الامن الداخلي في المدينة للمساعدة في تسيير امور المواطنين وحفظ النظام".

كما أكدت "قرارها الحاسم بازالة كافة المظاهر المسلحة من المدينة بما في ذلك اطلاق النار من دون انذار باتجاه اي مسلح فور مشاهدته".

من جهته، أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي أن الجيش بدا انتشاره في منطقة بعل محسن.

وقال في حديث لصحيفة "الأخبار" إن الانتشار شمل أبنية الريغا، وكذلك دخلت قوات فوج المجوقل منطقة البعل والبقار، كما واصل الجيش انتشاره فجراً ليكتمل صباحاً مع توسيع رقعة الانتشار في باب التبانة.

وعمّا إذا كان الجيش سيفضّ اعتصام الإسلاميين في ساحة عبد الحميد كرامي، أجاب: "إن كل الأمور ستعالج وتعود الأوضاع إلى طبيعتها تدريجاً".

وقد أعاد الإسلاميون المعتصمون في ساحة عبد الحميد كرامي أو ما تعرف أيضا بساحة النور قطع الطرق المؤدية إليها الاثنين مع استمرار اعتقال زميلهم السلفي شادي المولوي.

وعن القرار السياسي الذي كانت تنتظره المؤسسة العسكرية، أكد قهوجي أن "الجيش دخل مناطق الاشتباكات منذ اللحظة الأولى، لكن النيران أطلقت عليه، ونحن نريد حماية العسكريين، ولا نريد إطلاق النار عليهم".

وكشف أنه "لذلك كنا نريد الانتظار والتريث حتى يستوعب الجميع مدى خطورة الوضع، وما يمكن أن يحصل جراء عدم دخول الجيش. وحين تأكدنا أن الجميع يطالب بالجيش وأن العسكريين سيكونون في مأمن من إطلاق النار كي يتمكنوا من الدخول إلى مناطق التوتر وتنفيذ الانتشار، اتخذنا القرار".

من جهتها، أكدت مصادر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لـ"الأخبار" أن انتشار الجيش حظي بغطاء رسمي وسياسي شامل، "لا على قاعدة الأمن بالتراضي، لكن الأجواء المشحونة التي ووجهت بها المؤسسة العسكرية حتمت إجراء اتصالات سياسية لكي لا يظهر أن الجيش يدخل التبانة لمواجهة أهله فيها".

وقد تم وضع ملف الموقوف شادي المولوي في عهدة القضاء، إضافة إلى إعلان إجراء تحقيق مسلكي مع الضابط الذي نفذ التوقيف.

وبدأت الاشتباكات السبت بعد توقيف القوى الامنية الناشط الاسلامي شادي المولوي (27 عاما) للاشتباه بتورطه في "الارهاب"، فيما ينفي رفاقه ومقربون منه هذه التهمة، قائلين انه اوقف لانه يساند الاحتجاجات في سوريا.