السلطات تدافع عن نفسها في مواجهة الانتقادات بعد مقتل منفذ هجمات تولوز

Read this story in English W460

بعد مصرع الشاب الجهادي الذي قتل سبعة اشخاص في سلسلة هجمات، اضطرت السلطات الفرنسية مع قواها الامنية الى تقديم توضيحات في مواجهة انتقادات قاسية لثغرات قد تكون سجلت في عمليات المراقبة لمكافحة الارهاب.

فقد اتهمت الاستخبارات الداخلية اولا بانها لم تتمكن من منع وقوع هجمات محمد مراح الفرنسي من اصل جزائري البالغ من العمر 23 عاما والمعروف من قبل اجهزة الامن بسبب رحلاته الى باكستان وافغانستان حيث يتدرب الناشطون الجهاديون.

واكد رئيس الاستخبارات الداخلية برنار سكارسيني لصحيفة لوموند الجمعة انه كان "من المستحيل" الاسراع في توقيفه ومنع وقوع هجومه الثالث الذي استهدف المدرسة اليهودية في تولوز واسفر عن سقوط اربعة اشخاص بينهم ثلاثة اطفال.

واضاف انه في بداية التحقيق في مقتل العسكريين الثلاثة قبل ايام بيد الرجل نفسه "كان الغموض يلف كل القضية" ولم يظهر اسم مراح ابدا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون صباح الجمعة انه لم يكن هناك "اي عناصر تسمح بتوقيف محمد مراح" الذي قتل ثلاثة عسكريين واربعة يهود بينهم ثلاثة اطفال، قبل ارتكابه العمل لان فرنسا "دولة قانون".

وكانت الاستخبارات الفرنسية وضعت الشاب البالغ من العمر 23 عاما تحت المراقبة بعد زيارات قام بها في 2010 و2011 الى باكستان وافغانستان لكنها وجدت ان اسلوب حياته لا يتطابق مع الاسلام المتشدد.

الا ان مراح واجه مشاكل مع القضاء لوقائع تتعلق بجنح صغيرة وكان يصادق مجموعة صغيرة من الاشخاص الذين يقولون انهم سلفيون.

وفي الساعات التي سبقت موته وخلال حوار مع الشرطة، قال انه تابع للقاعدة ويؤمن بالجهاد. واكد انه يريد "الانتقام للاطفال الفلسطينيين" ومعاقبة فرنسا لتورطها في افغانستان وقانونها الذي يحظر ارتداء النقاب.

وقال فيون ان "الانتماء الى منظمة سلفية بحد ذاته ليس جنحة ويجب عدم الخلط بين الاصولية الدينية والارهاب وان كنا نعرف بطبيعة الحال الراوبط التي تجمع بينهما".

واضاف ان محمد مراح الجزائري الاصل والذي كان مدرجا على اللائحة السوداء للاشخاص الممنوعين من السفر الى الولايات المتحدة، "كان مدرجا ايضا على اللائحة السوداء للاشخاص الذين يفترض ان تتم مراقبتهم في حال السفر". وتابع "لكنه لم يسافر".

من جهته، طرح المرشح الاشتراكي للانتخابات الرئاسية فرنسوا هولاند الذي استأنف حملته بعد توقف خلال تجمع في اورياك (وسط) مساء الخميس، العديد من التساؤلات بعد المعلومات التي كشفت عن مسيرة وشخصية منفذ هجمات تولوز.

وتحدث هولاند عن "ثغرة" في مراقبته.

وتساءلت الصحف الجمعة ايضا عن ملابسات الهجوم الذي جرى صباح الخميس لاعتقال القاتل بعد محاصرته ثلاثين ساعة وقتل خلاله.

وكتبت صحيفة ريبوبليك دي بيرينيه "لماذا صدر "الامر" السياسي بالتدخل صباح امس؟" و"لماذا اصبح عدم الانتظار امرا ملحا الى هذا الحد؟".

واعترف رئيس الحزب الرئاسي جان فرنسوا كوبيه الجمعة بان "الشفافية" بشأن التحقيق امر "مشروع تماما" حتى لا تبقى "مناطق غامضة"، مؤكدا انه ليس لديه اي شكوك "شخصيا".

وكان وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه قال الخميس انه يتفهم "التساؤلات حول وجود ثغرات"، داعيا الى "توضيح الامور" في هذا الشأن.

ويفترض ان يكشف التحقيق قي تولوز ما اذا كان لمراح شركاء.

ومراح الذي كان يعيش رسميا من موارد قليلة، كان لديه عدة عناوين ويستأجر سيارات شهريا ويملك ترسانة كبيرة من الاسلحة. وفي حديثه مع الشرطة من شقته التي تحصن فيها لساعات قال انه يعيش من بيع الخردة لكن الشرطة لم تكتف بهذه الفرضية.

من جهة اخرى، اعلن مصدر قضائي ان توقيف الاقرباء الثلاثة لمراح مدد ليل الخميس الجمعة 48 ساعة.

ووالدة منفذ هجمات تولوز ومونتوبان وشقيقه عبد القادر وصديقة شقيقه موقوفون لدى الشرطة منذ 48 ساعة، ويمكن تمديد توقيفهم ل48 ساعة اضافية، حسب الاجراءات الفرنسية لمكافحة الارهاب.

وقالت مصادر قريبة من التحقيق ان الشقيق الاكبر لمراح اكد انه لم يكن على علم بخطط شقيقه الاجرامية، بينما ذكر شهود عدة انه اكثر التزاما بالجهاد الاسلامي من شقيقه على ما يبدو.

ويمكن ان يستمر توقيف اقرباء مراح الثلاثة حتى فجر الاحد.

وذكر مصدر في الشرطة ان المحققين الذين فتشوا الاربعاء منزل شقيق محمد مراح عثروا على "متفجرات" في سيارته.

واوضح مصدر قريب من التحقيق ان عبد القادر مراح متعاطف مع الاسلام الاكثر تطرفا.

التعليقات 0