تواصل الاشتباكات بين الشرطة المصرية والمتظاهرين لليوم الرابع على التوالي في القاهرة
Read this story in English
تواصلت الاشتباكات الدامية بين المتظاهرين وقوات الشرطة الاحد في محيط وزارة الداخلية في القاهرة لليوم الرابع على التوالي. ويحتج المتظاهرون على اخفاق المجلس العسكري المصري والشرطة في منع مقتل 74 شخصا في أعقاب مباراة لكرة القدم في بورسعيد بين فريق المصري البورسعيدي وفريق الاهلي.
وزاد من حدة الاشتباكات اطلاق الشرطة الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش ضد المتظاهرين، حيث قالت وزارة الصحة أن 12 شخصا على الاقل قتلوا في القاهرة والسويس منذ اندلاع العنف الخميس.
وقام مئات من شرطة مكافحة الشغب باغلاق الطرقات المؤدية الى مبنى وزارة الداخلية وسط العاصمة المصرية، في حين ألقى الشبان الغاضبون الحجارة والقنابل الحارقة في العديد من الشوارع المؤدية الى مقر الوزارة.
وأقامت الشرطة حاجزا اسمنتيا في شارع المنصور الذي اصبح مركز الاشتباكات الدموية، كما نصبوا الاسيجة الشائكة في طرق اخرى.
وصرح اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية أن قوات الامن "التزمت بأقصى درجات ضبط النفس حتى لا تقع أي خسائر في صفوف المتظاهرين"ز
وقال في مؤتمر صحافي: "في ظل اصرارهم تم الالتزام فقط بالدفاع عن مقر وزارة الداخلية".
وأضاف "لن نتعرض لاي ثائر وذلك لما نكنه لهم من احترام وهو ما جعلنا نصبر خلال اليومين الماضيين بسبب عدم معرفتنا الاشخاص الموجودين في محيط وزارة الداخلية، ولا نستطيع الفصل بين الثوار الحقيقيين والعناصر الأخرى التى تحاول إحداث خلل أمني في البلاد بعدما بدأ يتعافى الامن".
وتابع:"نحن على استعداد لمواجهة من يسعى لتخريب البلاد، ومن له مطالب فليتوجه الى ميدان التحرير في اطار التظاهر السلمي الذى نحافظ عليه ونقره منذ بدأت الثورة".
وفي وقت سابق من الاحد تقدم رجال الشرطة باتجاه مواقع المتظاهرين في الشوارع التي ملأتها الحجارة، وأطلقوا طلقات الخرطوش واعتقلوا عاملين طبيين في مستشفى ميداني، بحسب ما أفاد الطبيب مصطفى نبيل لفرانس برس، الذي اكد انه تم اطلاق سراحهم فيما بعد.
ونفى المتظاهرون نيتهم اقتحام مبنى وزارة الداخلية الذي لا يبعد سوى بضعة مئات من الامتار عن ميدان التحرير الذي شهد انطلاق الثورة الشعبية التي اطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك قبل عام.
وقال المتظاهر أحمد فراج وهو طالب في الثانوية: "قلبي احترق على ما حدث في بورسعيد، ونحن جميعا نعلم أن الشرطة هي المسؤولة"، مردفا :"لا نريد اقتحام الوزارة. نحن نتظاهر هنا لان هذا هو مقر الشرطة".
وكنت التظاهرات عمت انحاء مصر الجمعة مطالبة المجلس العسكري بتسليم سلطاته الى حكومة مدنية فورا، وسط اتهامات بان الجيش يتعمد زرع بذور الفوضى في البلاد لتبرير وجوده على راس السلطة في البلاد.
ويعتقد أن العديد من قتلى بورسعيد هم من مشجعي فريق الاهلي الذين تعرضوا لهجوم من مشجعي فريق المصري البورسعيدي، بعد المباراة التي انتهت بفوز المصري 3-1.
ولعب مشجعو الاهلي دورا كبيرا في الثورة التي أطاحت بمبارك، مما أشاع تكهنات بان عناصر موالية لمبارك كانت وراء عمليات القتل أو شاركت فيها.
ورد وزير الداخلية على تلك الاتهامات بنفي أن يكون لحبيب العادلي، وزير الداخلية في النظام السابق والذي يحاكم مع مبارك على قتل المتظاهرين خلال الثورة، اي نفوذ.
وأكد أن "العادلي محبوس حاليا ، وليس له اتباع داخل الوزارة".
وكان المجلس العسكري، برئاسة المشير حسين طنطاوي الذي عمل وزيرا للدفاع في عهد مبارك لمدة عقدين، تعهد بالتنازل عن سلطاته لحكومة مدنية عند انتخاب رئيس للبلاد بنهاية حزيران.
ويعتقد معارضو المجلس أنه يعتزم التمسك بالسلطة خلف الكواليس بعد نقل السلطة الى حكومة مدنية.
من ناحية أخرى، أعلن مصدر قضائي مصري الاحد أنه تمت احالة أربعين شخصا هم مصريون وأجانب الى محكمة الجنايات في قضية التمويل غير المشروع لجمعيات اهلية ناشطة في مصر.
وقال المصدر: "أحيل 40 شخصا بينهم مصريون وأميركيون ومن جنسيات أخرى الى محكمة جنايات القاهرة في قضية تمويل الجمعيات الاهلية".
وفي تطور آخر قام مسلحون مجهولون ليل السبت الاحد بتفجير خط تصدير الغاز الطبيعي لاسرائيل والاردن للمرة الثانية عشرة في عام واحد، بحسب مصادر امنية.
وأكدت المصادر ان ملثمين مسلحين قاموا بتفجير الخط في منطقة المساعيد قرب مدينة العريش في شمال شبه جزيرة سيناء باستخدام عبوات ناسفة وضعت اسفل الخط.
ويلقى اتفاق بيع الغاز الطبيعي الى اسرائيل الذي ابرم في عهد مبارك، معارضة شديدة لدى الرأي العام والطبقة السياسية في مصر بسبب حصول الدولة العبرية على الغاز المصري بسعر اقل من سعر السوق.