شربل: المرة الأخيرة التي شوهد فيها جوزف صادر كانت في سيارة شفروليه بيضاء

طغى على جلسة لجنة الدفاع أمس الاثنين ملف خطف الموظف في شركة طيران الشرق الأوسط جوزف صادر الذي عرض وزير الداخلية مروان شربل المعطيات التي تملكها الوزارة والأجهزة الأمنية عنه.

ونقلت مصادر نيابية مشاركة في الجلسة لصحيفة "النهار" عن شربل أن المرة الأخيرة التي شوهد فيها صادر كانت في سيارة شفروليه بيضاء تحمل الرقم 228 في آخره وليس هناك من نوعها سوى 80 سيارة في لبنان. ولم يؤكد شربل دخول السيارة الضاحية الجنوبية كما لم ينفه.

وأثار نواب من المعارضة ملفات أمنية أخرى على هامش موضوع الجلسة منها معلومات عن استدعاء عمال سوريين لأخذ بصماتهم في بعض المناطق ضمن التضييق على المعارضين السوريين في لبنان.

وأفادت صحيفة "اللواء" أن رئيس لجنة الدفاع النيابية النائب سمير الجسر أن جلسة اللجنة "كانت جيدة وهادئة، والجميع طرح تساؤلات عديدة على شربل، ولم يتخلل الجلسة أية مناكفات، بخلاف الجلسة السابعة للجنة حقوق الانسان النيابية التي شهدت صخباً وصراخاً بين النواب وتبادل اتهامات".

ولفت الى أن التساؤلات تركزت تسلسلاً حول قضية خطف صادر والقيادي السوري السابق في حزب البعث شبلي العيسمي واختفاء الاخوة السوريين الثلاثة من آل جاسم، مشيراً الى ان شربل أجاب على بعض هذه التساؤلات لكنه كان متحفظاً على بعض القضايا بحجة سرية التحقيق.

وأعلن الجسر لـ"اللواء" أنه طلب في بداية الاجتماع من شربل "أهمية الإجابة على تساؤلات النواب، لكي يكونوا على بينة من الحقائق، وأن من حق النواب أن تكون الصورة لديهم واضحة من أجل المراقبة والمحاسبة، لكن شربل لم تكن عنده أجوبة على غالبية استفسارات النواب".

في حين علّق عضو اللجنة النائب زياد القادري للصحيفة عينها، على عدد نواب الأكثرية الذي كان قليلاً، قياساً على حضورهم جلسة لجنة حقوق الإنسان، مشيراً الى أن ذلك "بهدف تخفيف الضجة حول هذه القضايا وبالتالي جعلها مسألة هامشية وغير جدية، علماً أن موضوعاً بهذه الخطورة هو موضوع وطني بامتياز، لافتاً إلى أن دور مجلس النواب حيال هذه القضايا دون المستوى المطلوب، وكان على نواب 8 آذار عدم تسييسها خصوصاً وانها تمس جوهر الحياة في البلد".

وأفادت "اللواء" أن عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري قام بمداخلة تحدث فيها عن "قوى محلية قامت في الأسبوعين الماضيين بأخذ بصمات العمال السوريين في مناطق في الضاحية الجنوبية والشويفات والمتن، ومن ثم تصويرهم ووضع ملفات في شأنهم، سائلاً شربل عمّا إذا كان لديه علم كوزير للداخلية بهذا الموضوع، وما هي الإجراءات التي اتخذها".

فرد شربل بأنه علم بذلك من وسائل الاعلام، مثلما سمع بقضية طرد الأكراد والسوريين من برج حمود، لكن النائب أكرم شهيب ردّ مؤكداً هذه المعلومات، فما كان من النائب علي عمار إلا أن ردّ على حوري لافتاً النظر إلى أن هناك استهدافاً للضاحية الجنوبية بما تمثله من مقاومة لإسرائيل، وهي التي ظلت 33 يوماً تحت القصف الإسرائيلي في العام 2006، فرد عليه حوري بأن "الشهداء هم شهداء كل لبنان، لكن نحن نواب الأمة، وهل المطلوب كم الأفواه وعدم السكوت" وانتهى السجال عند هذا الحد.

وأضافت معلومات "اللواء" بأن النائب أحمد فتفت سأل شربل عمّا إذا كان الأخوة جاسم قطعوا الحدود اللبنانية، فأجابه شربل بأن هذا الأمر يعود لسرية التحقيق، فما كان من شهيب الا أن بادر الوزير قائلاً بأن معلوماته تفيد بأن الثلاثة قتلوا بعد اجتيازهم الحدود، آملاً أن لا يكون مصير العيسمي مثل مصير الثلاثة، كاشفاً بأن السفير السوري في واشنطن طلب من العيسمي قبيل عودته إلى لبنان كتابة رسالة اعتذار للقيادة السورية، وأن لا يتدخل في الشأن السوري، وأن يعود إلى سوريا ولا يغادرها فرفض العيسمي ذلك.

وكانت المناقشات النيابية قد انتقلت في شأن ملفات الخطف من لجنة حقوق الانسان الى لجنة الدفاع والبلديات أمس الاثنين وسط ظاهرة لافتة تمثلت في تقلص حضور نواب الموالاة الذين اقتصر عددهم على خمسة فقط في مقابل حضور 13 نائباً من المعارضة.