المحكمة الخاصة بلبنان: نصف خسارة للإدعاء ونصف انتصار للجديد وخياط
Read this story in English
لايدشندام – نهارنت – خاص:
تترقب المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الرد القانوني للفرقاء المعنيين بالحكم الذي أصدرته يوم الجمعة الماضي في ملف تحقير المحكمة المرفوع من "صديق المحكمة" ضد كل من محطة تلفزيون "الجديد" ومساعدة مدير الأخبار في المحطة كرمى خياط.
وفي حين يرى المتابعون عن قرب لأعمال المحكمة أن تلفزيون الجديد كشخصية معنوية بات خارج دائرة المتابعة على اعتبار ان الحكم الصادر عن القاضي تييري قد برأه، وبالتالي فمن غير المنطقي أن يعمد الى استئنافه، فإن هناك من يرى بأن طبيعة المواجهة "المبدئية" بين تلفزيون الجديد والمحكمة الدولية ربما حملت للمحكمة مفاجأة لم تكن تتوقعها وهي تتمثل في بحث المحطة التلفزيونية اللبنانية عن صيغة قانونية تسمح لها بالإنتقال من الدفاع الى الهجوم من خلال الإدعاء على "صديق المحكمة" بتهمة الإفتراء وتشويه السمعة وغيرها من الأمور المشابهة.
أما الناحية التقليدية، فتتركز على ما سيكون عليه موقف كل من "صديق المحكمة" وكرمى خياط باعتبارهما معنيين ولو بطريقتين متناقضتين بمرحلة ما بعد الحكم.
ويتوقع المراقبون ألا تكتفي نائبة مدير الأخبار في المحطة كرمى خياط بنصف الإنتصار الذي حققته من خلال تبرئة المحطة، وإدانتها هي بصفتها نائبة لمدير الأخبار بواحدة من التهمتين الموجهتين أصلا اليها، فتعمد الى استئناف الحكم الصادر في حقها تعبيرا عن إصرارها على السير حتى النهاية في قضية المواجهة السياسية والقانونية والإعلامية مع المحكمة على قاعدة رفض اي قيد يمكن ان تضعه المحكمة على حرية التعبير وحق الرأي العام اللبناني في الإطلاع على ما يجري فيها.
ومن الواضح أن قرار خياط بالإستئناف يخضع لتقييم قانوني من جانب وكلائها الذين يدرسون التوقيت الأنسب بالنسبة اليهم من خلال احتمالين:
1- أن يتم استئناف الحكم قبل يوم الإثنين المقبل موعد النطق بالعقوبة بحيث تتأجل جلسة النطق بالعقوبة في انتظار قرار محكمة الإستئناف.
2- أن يتم الإستئناف بعد صدور العقوبة يوم الإثنين المقبل بحيث يصرف النظر عن الإستئناف في حال جاءت العقوبة "شكلية".
العارفون في بيروت بطبيعة تفكير القيمين على تلفزيون الجديد يرون أن مسألة مبدأ الإستئناف ربما لا تكون قابلة للنقاش لاعتبارات إعلامية وسياسية ومبدئية بمعزل عن الإعتبارات القانونية.
في المقابل، فإن "أصدقاء" "صديق المحكمة" الذي خرج من المواجهة بنصف خسارة، ينصحونه بصرف النظر عن أي تفكير لديه باستئناف الحكم الصادر عن القاضي تييري الذي أعطاه الحق في واحدة من ثلاث تهم وجهها الى المدعى عليهما، والذي أدان جهة واحدة من الجهتين اللتين ادعى عليهما، وبانتظار ما ستكون عليه العقوبة لعلها تعوض عليه بعضا مما خسره.
أما المحكمة الخاصة بلبنان، وأصدقاؤها فبإمكانهم ان يستفيدوا من الحكم الصادر يوم الجمعة الماضي لتعزيز صدقية المحكمة أمام الرأي العام، ولإسقاط كل التهم التي يطلقها عليهم خصومهم بالإنحياز والتسييس. فبعد إطلاق الضباط الأربعة بقرار من المحكمة بعيد انطلاق اعمالها بعدما كانوا قد أوقفوا خلال مرحلة التحقيق، ها هي المحكمة اليوم ترد "صديق المحكمة" نصف خائب في مواجهة خصم من الخصوم السياسيين والإعلاميين للمحكمة في دليل جديد على عدم تسييس عملها وعلى مهنية قضاتها.