ما يجب معرفته عن تغير المناخ

ما قد يُعرف عن البيوت الدفيئة هو ان المزارعين يثبتون الهياكل البلاستيكية فوق المنتجات الزراعية، بهدف هو جعل الجو أكثر دفئا داخل الدفيئة للفاكهة والخضروات من اجل ان تنمو.

ينطبق هذا المثل على كوكب الأرض، حيث ان الغازات البيوت الدفيئة هي عملية طبيعية. وبفعل هذا التأثير فإن كوكب الأرض هو صالح للسكن. و تبعث الشمس إشعاعاتها، نحو بيوت الغازات الدفيئة، حيث تتسبب بالاحتباس الحراري داخل الغلاف الجوي وتجعل درجات الحرارة متساوية من أجل أن تزدهر الحياة وتتطور.

بعض الغازات المسببة للاحتباس الحراري المعروفة: ثاني أكسيد الكربون (CO2) والميثان (CH4) وأكسيد النيتروز (N2O) .

منذ الثورة الصناعية في العام 1850، بدأ البشر باستخدام الوقود الأحفوري (الفحم والغاز والنفط) كمصدر للطاقة. وهذا بدوره أدى إلى ازدهار لا مثيل له في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وما بدأ يحدث منذ بداية عملية التصنيع في كوكب الارض، إلى جانب النمو السكاني الهائل، هو زيادة الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي. المصادر الرئيسية لذلك هي: حرق الوقود الاحفوري للحصول على الطاقة، والنقل، والعمليات الصناعية والزراعية، والنفايات الصلبة، وإزالة الغابات وغيرها.

عندما بدأت تركيزات غازات الدفيئة في الزيادة، كانت تُحبس المزيد الحرارة داخل الغلاف الجوي، وبدأ متوسط درجات الحرارة العالمية بالارتفاع. ما يسمى بالاحتباس الحراري.

وقد يتساءل البعض، اين يقع تغير المناخ في كل هذا؟. تغير المناخ هو نتيجة ظاهرة الاحتباس الحراري. لأن درجات الحرارة العالمية آخذة في الازدياد، ما له أثار على وجود نمط في تغير المناخ في جميع أنحاء العالم.

الا انه وخلافا للاعتقاد الشائع، فإن تأثيرات تغير المناخ ليست مماثلةا في زوايا مختلفة من العالم، ولا يتم الشعور بها مباشرة.

وكالة حماية البيئة، هيئة حكومية في الولايات المتحدة الأمريكية، نشرت سؤالين من أجل توضيح تعريف تغير المناخ: "تخيل لو ان الصيف الماضي كان أكثر سخونة بكثير من المعتاد في المكان الذي تعيش فيه. هل هذا دليل على تغير المناخ؟ لا،والطقس وبطبيعة الحال يختلف من سنة إلى أخرى وبعض سنوات هم أكثر سخونة من غيرها. الآن تخيل أن كل صيف تقريبا، وخلال كل العقد الماضي، كان أكثر سخونة من المعتاد. هل هذه علامة على تغير المناخ؟ نعم، يحدث تغير المناخ على مدى سنوات عديدة، لذلك وجود نمط من العديد من الصيف الأكثر حرارة يمكن أن يكون علامة على تغير المناخ".

أما بالنسبة للآثار، فإنها لن تكون مشابهة من منطقة جغرافية واحدة إلى أخرى. على سبيل المثال، سيتعرض القطبان (الشمالي والجنوبي) الى ذوبان الجليد بمعدل سريع. وسوف يهطل المطر بنسبة أقل في المناطق الصحراوية ولكن أشد في المناطق الاستوائية. وسوف تكون الأعاصير أكثر شيوعا في المحيط الأطلسي الخ.

باختصار، لقد تغير المناخ في وقت سابق من تاريخ كوكب الأرض، ولكن انبعاثات بشرية المنشأ (أو البشرية الناجمة) هي أكبر بكثير من أي وقت آخر.

هذا المقال هو نتيجة الشراكة بين فريق تغير المناخ في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وزارة البيئة في لبنان وفريق موقع نهارنت. وجهات النظر و الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء أصحابها ولا تعكس بالضرورة السياسة الرسمية أو موقف أي حزب أو مؤسسة.