فنزويلا تحضر ردها على العقوبات الاميركية

Read this story in English W460

تحضر الحكومة الفنزويلية الثلاثاء ردها على العقوبات الاميركية التي فرضت على سبعة من كبار مسؤوليها، في ازمة دبلوماسية تلقت فيها كراكاس دعم عدة دول مجاورة في طليعتها كوبا.

وفي خطاب القاه مساء الاثنين اعتبر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ان اعلان واشنطن فرض هذه العقوبات على مسؤولين فنزويليين بتهمة انتهاك حقوق الانسان، يشكل "الضربة الاكثر عدوانية وجورا واذى التي توجه الى فنزويلا".

وتوجه الى الرئيس باراك اوباما الذي وصف الاثنين الوضع في هذا البلد الواقع في اميركا الجنوبية بانه "تهديد غير عادي للامن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة"، قائلا "لا يحق لكم ان تعتدوا علينا وان تعلنوا ان فنزويلا تشكل تهديدا للشعب الاميركي، انتم من تشكلون تهديدا للشعب الاميركي".

واعلن مادورو ان السلطة التنفيذية ستطلب الثلاثاء من الجمعية الوطنية منحها سلطات خاصة للرد على "العدوان الامبريالي"، من خلال التصويت على قانون شبيه بالذي اقر اواخر 2013  في المجال الاقتصادي ويسمح للحكومة باصدار قوانين مباشرة بشكل مراسيم.

ويرى محللون انه اذا كان بامكان النظام سن قوانين بسهولة لانه يحظى ب60% من المقاعد في البرلمان، فانها طريقة بالنسبة لرئيس تتدهور شعبيته (20% فقط من الاراء الايجابية) لاعادة ترسيخ حكمه.

وقال المحلل السياسي ادغارد غوتيريز من مؤسسة فنيبارومترو لاستطلاعات الرأي لوكالة فرانس برس "باللجوء الى موضوع العدو الخارجي اي الامبريالية تريد الحكومة وضع آلية قانونية اكثر قمعا".

واستطرد روسيو سان ميغيل من منظمة مراقبة المواطن غير الحكومية المتخصصة في المسائل العسكرية والامنية على تويتر ان القانون "المناهض للامبريالية" سيكون "اداة ضد العدو الداخلي ويهدف على غرار قوانين مماثلة لمادورو لتقويض حقوق الانسان".

وعلى اثر اعلان العقوبات اقدمت السلطات الفنزويلية على استدعاء فوري لكبير دبلوماسييها في الولايات المتحدة، في خطوة جاءت بعد سنوات من الخلافات، علما بان البلدين غير ممثلين بسفيرين منذ 2010.

وقد حصلت فنزويلا على دعم عدد من جيرانها في اميركا اللاتينية في طليعتهم كوبا التي انتقدت حكومتها الثلاثاء القرار "الاعتباطي والعدواني الذي اتخذه الرئيس الاميركي".

وفي رسالة نشرتها الصحف المحلية هنأ الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو نيكولاس مادورو ب"خطابه الشجاع ازاء الخطط الفظة لحكومة الولايات المتحدة".

وهي اول مواجهة علنية بين كوبا والولايات المتحدة منذ اعلان البلدين في 17 كانون الاول رغبتهما في اعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ نصف قرن. وتجري حاليا مفاوضات بشأن هذه المصالحة بين هافانا وواشنطن.

وقالت الحكومة الكوبية الحليف السياسي والاقتصادي الرئيسي لفنزويلا منذ 15 سنة، "لا يحق لاحد ان يتدخل في الشؤون الداخلية لدولة سيادية ولا اعلان انها تشكل تهديدا لامنها القومي بدون اي مسوغ".

كذلك عبر الرئيسان البوليفي ايفو موراليس والاكوادوري رافايل كوريا عن دعمهما لكراكاس.

وقال ايفو موراليس بحسب وكالة الانباء الرسمية ان هناك "في الجوهر تهديدا من قبل اوباما باجتياح فنزويلا".

واضاف "ندين ونرفض ولن نقبل هذا النوع من التدخل الاميركي في القرن الحادي والعشرين" داعيا الى تنظيم اجتماعات طارئة للمنظمتين الاقليميتين، مجموعة دول اميركا اللاتينية والكاريبي (سيلاك) واتحاد دول اميركا الجنوبية (يوناسور) "لمواجهة العدوان" الاميركي.

اما رافايل كوريا فاعتبر ان الامر يتعلق ب"مزحة سمجة" من جانب واشنطن "التي تذكرنا باحلك الاوقات في اميركيتنا عندما كانت الامبريالية تفرض علينا الاجتياحات والديكتاتوريات".

وتساءل "هل يفهمون ان اميركا اللاتينية قد تغيرت؟".

التعليقات 0