في جنوب السودان اللاجئون يعيشون في مستنقع ويناضلون للبقاء على قيد الحياة

Read this story in English
  • W460
  • W460

داخل السياج الشائك يعيش نحو 50 الفا من سكان جنوب السودان في مخيم مكتظ تحت حماية قوات حفظ السلام. وترتفع في المخيم طبقات الوحل لتصل الى الركبة، ويغمره الماء العكر ما يجعل منه اشبه بالمستنقع. 

في الخارج يقول سكان ولاية الوحدة التي تمزقها الحرب انهم يخشون الخروج من منازلهم خوفا من تعرضهم لهجمات انتقامية في الحرب الاهلية التي دخلت شهرها الحادي عشر الاربعاء. 

وتقول ماري نياغاه مون (43 عاما) وهي ام لستة اطفال "نحن متعبون جدا هنا". 

وتضيف وهي تقف وسط مياه رمادية تغطي المخيم الواقع على مشارف مدينة بينتيو الاكثر تضررا بالحرب الطاحنة "نحن جميعا نعيش في هذه المياه. اطفالنا يعانون، وقد يموتون". وقتل الالاف وشرد نحو مليونين فروا من القتال الذي اندلع في 15 كانون الاول بين القوات الحكومية والجنود المتمردين وقوات المليشيات المقسمة على اسس قبائلية. 

ولجأ نحو 100 الف شخص الى قواعد قوات حفظ السلام الدولية البائسة خشية تعرضهم للقتل في حال خروجهم من تلك القواعد. 

وبالنسبة لمن يعيشون خارج المخيم المستنقع فان منظمات الاغاثة تحذر من من خطر المجاعة خلال الاشهر المقبلة في حال لم يتوقف القتال. 

وقالت مون لوكالة فرانس برس وهي تشير للاطفال المتعبين "انظر الى اطفالنا". 

وبالقرب منها تظهر لافتة تحيط بها بركة من المياه التي تنطلق منها جحافل الناموس، كتب عليها تحذير من الاصابة بالكوليرا. 

وقالت "سنذهب للبحث عن شيء ناكله .. لا يوجد طعام". 

ويتناوب الناس على الاستلقاء على المناطق الجافة المرتفعة لندرتها. ويمضي الاطفال ساعات واقفين لعدم وجود مناطق يجلسون فيها. 

وفتحت بعثة حفظ السلام الدولية ابوابها للالاف الذين فروا من القتال الذي بدأ في كانون الاول، في اجراء اعتقدت انه مؤقت. ولكنها تقوم الان ببناء مخيمات دائمة كما تحاول ان تقوم بضخ الطين الى خارج المخيمات. 

يقول جيمس بوث روم احد سكان المخيم "نحن نعاني الامرين. الامطار تهطل بغزارة هنا. ونحن ندعو الحكومة الى مساعدتنا لاننا نعاني من الامراض". 

واكد ان جميع افراد عائلته مرضى وقال "نحن مصابون بالملاريا والتيفويد والتهاب الرئة". 

وتخاطر النساء اللواتي يخرجن للتسوق او جمع الحطب لانهن قد يتعرضن للاغتصاب. 

وصرحت زينب بانغورا، مبعوثة الامم المتحدة الخاصة بالعنف الجنسي، لوكالة فرانس برس اثناء زيارة للمخيمات في وقت سابق من هذا الشهر، ان مستويات الاغتصاب في هذا البلد الجديد هي اسوأ مستويات راتها في حياتها. 

وتضيف "هذه ليست ظروفا مناسبة لعيش النساء". 

وتابعت "لقد سمعت قصة امرأة انجبت لتوها تعرضت للاغتصاب، وسمعت قصة عجوز اغتصبت، وكذلك قصص اطفال لا تتجاوز اعمارهم 10 او 11 عاما يتعرضون للاغتصاب يوميا". 

وتوقفت محادثات السلام، فيما نكث الزعماء السياسيون والعسكريون وعودا قطعوها تحت ضغط دولي شديد تضمنت زيارات من الامين العام للامم المتحدة ووزير الخارجية الاميركي جون كيري. 

وقالت مون "نناشد رئيسنا لاننا تعبنا ونريد السلام .. نحن ندعو الله كل يوم من اجل السلام والعودة  الى منازلنا". 

ويتوقع ان يبدأ موسم الجفاف في وقت لاحق من هذا الشهر. ورغم ان ذلك يمكن ان يجلب بعض الراحة للمخيم الذي ينتشر فيه الذباب بكثافة، يخشى العديدون من ان يجلب معه ايضا تصاعدا في القتال حيث ان العربات يمكن ان تتحرك بسهولة اكبر. 

وفي وقت سابق من هذا الشهر حذرت مجموعة من 19 منظمة اغاثة كبرى انه رغم ان عمليات اسقاط الاغذية الهائلة التي جرت ساعدت في تجنب حدوث مجاعة في الوقت الحالي، الا ان التهديد لا يزال قائما، كما ان الخطر يتزايد طالما استمرت الحرب. 

وقالت الجماعات التي تشمل منظمة اوكسفام وكير ولجنة الانقاذ الدولية، انها "تخشى من فشل الجهود التي بذلت هذا العام لمنع تدهور الازمة مع اعادة تجميع الجانبين المتحاربين صفوفهم واستعدادهم لاستئناف اعمال العنف عند انتهاء موسم الامطار هذا الشهر".

واضافت ان "تصاعد القتال المتوقع عند توقف الامطار في تشرين الاول سيتسبب بمعاناة الكثيرين". 

التعليقات 0