اتفاق الهدنة يواجه صعوبة التطبيق في صنعاء وتعليق الرحلات الدولية لا يزال مستمرا

Read this story in English W460

يواجه اتفاق الهدنة الذي أجرت الامم المتحدة مفاوضات في شأنه صعوبة في ترجمته واقعا ملموسا في صنعاء التي بدت السبت مدينة مقفرة في اعقاب صدامات دامية بين المتمردين الشيعة والمقاتلين السنة المدعومين من الجيش.

ولا تزال الرحلات الدولية معلقة السبت الى مطار صنعاء الواقع في شمال العاصمة اليمنية حيث المعارك مستمرة.

واعلن مصدر ملاحي ان "تعليق رحلات الشركات العربية والاجنبية لا يزال ساريا"، بينما اكد سكان احياء قريبة من المطار ان حركة الملاحة شبه متوقفة.

وقد تقرر هذا التعليق ليل الخميس الجمعة بسبب ازدياد حدة المعارك في شمال صنعاء.

والطائرة الوحيدة التي حطت في المطار كانت عسكرية نقلت مبعوث الامم المتحدة جمال بن عمر عند عودته من صعدة معقل المتمردين الشيعة في شمال اليمن دون التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار.

وقال بن عمر للصحافيين بعد ثلاثة ايام من المفاوضات مع زعيم التمرد الشيعي عبد الملك الحوثي "حاولت تضييق الفجوة بين الطرفين واتفقنا على عدد من النقاط التي يمكن استخدامها اساسا لاتفاق".

ولدى استقباله في الوقت نفسه سفراء البلدان الداعمة للاتفاق السياسي الذي تنحى بموجبه عن الحكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وصف الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي الهجوم الذي يشنه المتمردون الشيعة انصار الله في العاصمة بأنه "محاولة انقلاب".

ونقلت وسائل الاعلام المحلية عن الرئيس اليمني قوله السبت ان اطلاق النار على مقر التلفزيون اليمني الذي قطع الجمعة برامجه طوال ساعة وعلى منشآت رسمية اخرى، يؤكد هذا المسار الانقلابي.

ولم يقدم بن عمر او السلطات اليمنية اي ايضاح حول احتمال استئناف المحادثات في شأن الهدنة. 

وافادت مصادر طبية ان ثلاثة مدنيين قتلوا صباح السبت في قصف على شارع الثلاثين الرئيسي شمال غرب صنعاء، القريب من جامعة الإمام التي يحاول مقاتلو انصار الله  انتزاع السيطرة عليها من المقاتلين السنة في حزب الاصلاح.

ويضاف هؤلاء الى 18 قتيلا مدنيا سقطوا في القطاع نفسه منذ ثلاثة ايام، كما افادت حصيلة جزئية لمصادر طبية.

ولازم سكان الاحياء القريبة من مناطق القتال منازلهم السبت، فيما كانت الحركة خفيفة في انحاء المدينة، وفقا لمراسل فرانس برس.

وظهرا، سقطت على مقر القيادة السابق للواء الاول مدرع القريب من جامعة الإمام، قذائف اطلقها متمردون شيعة، فارتفعت في السماء سحب الدخان.

وطلبت جامعة صنعاء في القطاع نفسه من الطلاب اخذ اجازة الزامية حتى منتصف تشرين الاول بعد سقوط عدد من القذائف في حرمها.

وذكر سكان ان احدى اكبر اسواق العاصمة، سوق علي المحسن، في وسط منطقة المعارك، مغلق منذ ثلاثة ايام، مما بدأ يؤثر على تأمين الفواكه والخضار.

ويشترط الحوثيون لوقف القتال رحيل الحكومة التي يتهمونها بالفساد، والمشاركة في قرار تعيين الوزراء وتأمين منفذ لهم على البحر.

وقد رفض الحوثيون الشهر الماضي اقتراحا للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بتعيين رئيس وزراء جديد وخفض زيادة مثيرة للجدل لاسعار الوقود. وهذان مطلبان اساسيان من مطالبهم.

 ومنذ اكثر من شهر، يعتصم الحوثيون وانصارهم في صنعاء وحولها وخصوصا على الطريق المؤدي الى المطار وخاضوا مواجهات بشكل متقطع مع قوات الامن في شمال صنعاء قبل ان تتصاعد حدة المعارك وتنتقل الى العاصمة.

 

التعليقات 0