بري مرتاح لعودة "بابا نويل": عرسال باتت أكثر شوقاً لحضن الدولة

أعرب رئيس مجلس النواب نبيه بري عن ارتياحه لعودة رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري الى لبنان، معتبراً من جهة أخرى ان "السحر انقلب على الساحر" في معركة عرسال وان اهالي هذه البلدة باتوا "اكثر توقاً وشوقاً لحضن الدولة".

وفي حديث الى صحيفة "السفير"، الاثنين، رأى بري ان استباحة المسلحين لبلدة عرسال خلال المعارك مع الجيش اللبناني الاسبوع الفائت، "قلبت السحر على الساحر، فاصبحوا منبوذين ومرفوضين، فيما بات الأهالي اكثر توقاً وشوقاً لحضن الدولة".

واعتبر ان "هذا هو الإنجاز الأكبر الذي تحقق: عودة الدولة الى عرسال والأهم عودة عرسال الى الدولة".

الى ذلك، دعا بري المؤسسة العسكرية والحكومة الى رفض التفاوض مع المسلحين في ما خص العسكريين الاسرى، مضيفاً "اذا طلب مني الرئيس سلام نصيحة، لكنت نصحته بأن تتم لاستعانة بالقطريين والاتراك لمعالجة هذا الملف".

الا انه لفت الى وجوب وجود "سقف واضح وهو عدم القبول بمبدأ التفاوض والمقايضة على أي طلب يتعلق بإطلاق سراح سجناء في رومية"، مشيراً الى ان "الاستجابة لأي طلب من هذا النوع ستكون بمثابة خطأ كبير سيؤدي الى تداعيات لبنانية خطيرة".

وشهدت عرسال اشتباكات بين الجيش ومسلحين، مطلع الشهر الجاري حتى الخميس الفائت حين انسحب المسلحون الى جرود البلدة بعد مفاوضات هيئة العلماء المسملين، الا ان 19 عنصرا من الجيش و17 عنصرا من قوى الامن الداخلي ما زالوا محتجزين لديهم.

من جهة أخرى، رحّب رئيس البرلمان عبر "السفير" بـ"بابا نويل"، في اشارة الى الحريري، معتبراً ان عودته "ضرورية ومفيدة في سياق مواجهة التطرف وتعزيز الاعتدال وتنفيس الاحتقان".

وأبدى بري استعداده للتعاون مع الحريري "في هذه المرحلة الدقيقة، سواء على مستوى التصدي لخطر الإرهاب او على مستوى إعادة تفعيل المؤسسات الدستورية".

وأضاف مبتسماً "عاد الحريري وبحوزته مليار دولار للجيش والقوى الأمنية وبالتالي لا نستطيع إلا أن نرحب بـ"بابا نويل"".

وفاجأ الحريري جميع اللبنانيين، بوصوله الى لبنان فجر الجمعة، من أجل تنفيذ الهبة السعودية للجيش اللبناني، على حد قوله، وعقد سلسلة من اللقاءات بين مسؤولين وسفراء، فضلاً عن الاجتماع الموسع الذي ترأسه لقوى 14 آذار في بيت الوسط.

والاربعاء، أعلن الحريري تقديم السعودية هبة جديدة بقيمة مليار دولار إلى الجيش والقوى الأمنية لغرض "مواجهة الإرهاب". وكان قد سبق للمملكة ان اعلنت في كانون الاول 2013 عن هبة بقيمة ثلاثة مليارات دولار مخصصة لشراء اسلحة من فرنسا لصالح الجيش اللبناني.

وفي حديثه الى "السفير"، تطرق رئيس مجلس النواب الى ملف التمديد للبرلمان، مشدداً على انه "لا يزايد ولا يناور في موضوع رفض التمديد، بل أنا أعني ما أقوله، ومن يظن انني أزايد او أناور هو واهم".

واستغرب بري "حماسة البعض للتمديد مجدداً، خصوصا في ضوء نتائج التمديد الأول، متسائلا: ما هو مبرره إذا كان المجلس لم يفعل شيئا خلال ولايته الممدد لها على امتداد سنة وخمسة أشهر؟".

وأضاف "مجلس من هذا النوع.. هل يجوز التمديد له، وقبل ذلك، هل يجوز لأعضائه ان يتقاضوا راوتبهم مني وجرّ".

وأوضح ان "التمديد هو في الاصل خيار غير شعبي، لكن كان يمكن التخفيف من وطأته، لو ان مجلس النواب أظهر حرصاً على الانتاجية، الامر الذي لم يفعله طيلة الاشهر الماضية".

الى ذلك، شدد بري قائلاً انه لا يقبل بأن يكون رئيسا عاطلا عن العمل لمجلس عاطل عن العمل، و"لا أقبل بأن أتوج مسيرتي السياسية والبرلمانية بوضع كهذا، وبالتالي ارفض التمديد للتمديد، ويكفيني أنني اليوم عميد رؤساء المجالس النيابية في العالم".

كما أكد ان "الاولوية هي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي ثم اجراء الانتخابات النيابية في موعدها، ولو على اساس قانون الستين السيئ، لأن السيئ يبقى أفضل من الأسوأ وهو التمديد لمجلس مكبّل، وخارج الخدمة".

ولمّح الى انه ومع انتهاء ولاية مجلس النواب رسمياً في 20 تشرين الثاني، الا يقوم بشيء "حتى لو وقع عندها الفراغ الكبير، وأصبحنا بلا رئيس للجمهورية ولا رئيس للمجلس ولا حكومة لأنه إذا ما كبرت ما بتزغر".

وكان مجلس النواب أقر في 31 ايار 2013 التمديد لنفسه 17 شهرا تنتهي في 20 تشرين الثاني 2014، في جلسة حضرها 97 نائبا، صوتوا جميعهم للتمديد، وقاطعها نواب "التيار الوطني الحر"، بعد أن فشلت جميع الأطراف السياسية بالوصول إلى قانون انتخاب في أربع سنوات منصرمة.

ودخل لبنان في الشغور الرئاسي بعد فشل النواب في انتخاب رئيس جديد ورفض الرئيس السابق ميشال سليمان تمديد ولايته والقى خطاب الوداع في 24 أيار الفائت.

ج.ش.